الاعتبارات الاجتماعية الداعية إلى تعديل الدستور
عقدت كلية القانون في جامعة القادسية ندوة علمية بعنوان (الاعتبارات الاجتماعية الداعية إلى تعديل الدستور) في تمام الساعة التاسعة من يوم الاثنين الموافق 13/7/2020 .
وتهدف الندوة إلى إلقاء الضوءعلى ماهية الاعتبارات الاجتماعيةالداعية إلى إجراء التعديل الدستوري، فكما هو معروفإن الدساتير المكتوبة غالباً ما تكون وليدة أفكار بعض المصلحين الاجتماعيين الذين يهتمونبإقامة صرح نظري دقيق محكم، أكثر من اهتمامهم بوضع نظام عملي قابل للتطبيق فعلاً . يذكر أنه ليس هناك ـــــ بالمطلق ـــــ نظام سياسي نهائي يمكن تحديده الى الأبد في نص رسمي، ذلك ان تطور الظروف المادية والمذاهب الفكرية يستتبعه تطوراً مقابلاً في النظم ، فالنظام الذي كان بالأمس ممتازاً رائعاً، يصبح اليوم معيباً غير مرضي، وتبعاً لذلك فإن النظام الدستوري لأي دولة لابد أن يساير قانون التطور المجتمعي المستمر.
ولكي يكون التعديل الدستوري ضرورة من ضرورات تطور الدساتير، لابد أن يتعاطى مع حاجات المجتمع، بمعنى آخر يجب أن لايكون التعديل اعتباطياً بل ينبغي أن يكون مسبوقاً بإعتبارات ودوافع نابعة من حاجات المجتمع، وذلك لايتأتى إلا من خلال مواكبة التطورات والأفكار الجديدة في المجتمع، وكذلك تحقيق المساواة الاجتماعية، فضلاً عن تمكين شريحة النساء بوصفها إحدى شرائح المجتمع من ممارسة العمل السياسي . مما تقدم ولأجل الإلمام بموضوع الاعتبارات الاجتماعية، لابد من دراستها بعد تقسيمها إلى ثلاثة محاور رئيسة، إذ تم التطرق إلى مسايرة التطور الحاصل في المجتمع وذلك في المحور الأول، بينما أودع تحقيق المساواة الاجتماعية للمحور الثاني، وأخيراً تم الركون إلى تمكين المرأة من العمل السياسي وذلك في المحور الثالث .
وخلصت الندوة مقترحات الى المشرع الدستوري العراقي بضرورة تخصيص باب أو فصل من أبواب وفصول الوثيقة الدستورية خاص بالتعديل الدستوري على ان يفرد فرعٌ مستقل بالبواعث الداعية له سيما البواعث الاجتماعية، نظراً لما تحتله من مكانة متميزة وأهمية خاصة تكاد تفوق معظم المواضيع الدستورية أو تقف بموازاة الكثير منها على أقل تقدير، وكل ذلك لكي تكتسب وصف الإلزام وتكون موضع اهتمام للقائمين على عملية تعديل الدستور نُهيبب المشرع الدستوري العراقي حينما يتولى المباشرة بأجراء تعديل دستوري ما بضرورة الاسترشاد بما يتطلبه المجتمع، كونه يعمل في كثير من الأحيان على ارساء مبادئ دستورية هامة .